ما هو ضعف عضلة القلب

ضعف عضلة القلب هو حالة يقل فيها كفاءة القلب في ضخ الدم بشكل كافٍ لتلبية احتياجات الجسم من الأكسجين والعناصر الغذائية. تحدث هذه الحالة عندما تضعف عضلة القلب أو تصبح أكثر صلابة من الطبيعي، مما يؤدي إلى قصور في أدائها الوظيفي.
قد يكون ضعف عضلة القلب مؤقتًا في بعض الحالات الناتجة عن التهاب أو إرهاق، أو يكون مزمنًا يستمر لسنوات ويحتاج إلى متابعة طبية دقيقة وعلاج مستمر.

علاج جلطات القلب وضعف عضلة القلب

أسباب ضعف عضلة القلب

الأسباب المؤدية لضعف عضلة القلب متعددة، وغالبًا ما تكون نتيجة تراكم عدة عوامل على مدى سنوات. من أبرز هذه الأسباب:

  • أمراض الشرايين التاجية التي تؤدي إلى نقص تدفق الدم إلى عضلة القلب.

  • ارتفاع ضغط الدم المزمن الذي يُجهد عضلة القلب ويجعلها تعمل بقوة زائدة لفترات طويلة.

  • التهابات عضلة القلب الناتجة عن عدوى فيروسية أو بكتيرية.

  • أمراض الصمامات القلبية مثل ضيق أو ارتجاع الصمام الميترالي أو الأورطي.

  • ضعف عضلة القلب الوراثي (اعتلال عضلة القلب التوسعي أو الضخامي).

  • اضطرابات الغدة الدرقية سواء فرط النشاط أو القصور.

  • الإفراط في تناول الكحول أو المخدرات أو بعض الأدوية التي تؤثر على القلب.

  • مضاعفات ما بعد الأزمات القلبية المتكررة.

أعراض ضعف عضلة القلب

تختلف الأعراض حسب شدة الحالة ودرجة تأثر القلب، لكنها عادة تشمل:

  • ضيق في التنفس خاصة أثناء المجهود أو عند الاستلقاء.

  • تورم في القدمين والكاحلين نتيجة احتباس السوائل.

  • زيادة غير مبررة في الوزن بسبب احتباس السوائل.

  • تعب وضعف عام حتى مع الأنشطة اليومية البسيطة.

  • خفقان القلب أو اضطراب في ضرباته.

  • السعال خاصة أثناء الليل.

  • فقدان الشهية أو الشعور بالامتلاء السريع.

تظهر الأعراض بشكل تدريجي في أغلب الحالات، لذلك من المهم استشارة الطبيب عند ملاحظة أي تغير في القدرة على بذل المجهود أو التنفس.

طرق تشخيص ضعف عضلة القلب

يعتمد تشخيص ضعف عضلة القلب على التاريخ المرضي والفحص الإكلينيكي إلى جانب مجموعة من الفحوصات التي توضح مدى تأثر القلب، وتشمل:

  • رسم القلب الكهربائي (ECG): لتقييم انتظام ضربات القلب.

  • الموجات الصوتية على القلب (الإيكو): وهي أهم فحص لتحديد قوة انقباض القلب ونسبة كفاءته.

  • الأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسي للقلب: لتقييم شكل العضلة وحجم الحجرات القلبية.

  • تحاليل الدم: لاكتشاف أي اضطرابات في وظائف الغدة الدرقية أو الكلى أو وجود مؤشرات التهاب.

  • قسطرة القلب: لتقييم الشرايين التاجية ومعرفة إن كان هناك ضيق أو انسداد يؤثر على ضخ الدم.

علاج ضعف عضلة القلب

علاج ضعف عضلة القلب يعتمد على السبب الرئيسي للحالة وشدتها، وغالبًا ما يشمل مزيجًا من الأدوية، وتعديل نمط الحياة، وأحيانًا التدخلات الطبية أو الجراحية.

أولًا: العلاج الدوائي

الأدوية هي الأساس في علاج ضعف عضلة القلب، وتهدف إلى تقوية العضلة وتحسين قدرتها على ضخ الدم وتقليل الأعراض. من أهمها:

  • مدرات البول: تساعد على التخلص من السوائل الزائدة وتقليل التورم وضيق التنفس.

  • مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE inhibitors): تقلل من ضغط الدم وتخفف الحمل على القلب.

  • حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين (ARBs): بديل فعال لمن لا يتحملون مثبطات الإنزيم المحول.

  • حاصرات بيتا: تعمل على تقليل معدل ضربات القلب وتحسين كفاءة العضلة على المدى الطويل.

  • الأدوية الموسعة للأوعية الدموية: لتقليل المقاومة وتحسين تدفق الدم.

  • مضادات الألدوستيرون: تقلل من احتباس الملح والماء وتساعد في حماية القلب.

في بعض الحالات، يصف الطبيب أدوية متقدمة مثل الساكوبتريل فالسارتان أو أدوية لتنظيم ضربات القلب عند وجود اضطراب كهربائي واضح.

ثانيًا: التغيير في نمط الحياة

تغيير نمط الحياة من أهم خطوات علاج ضعف عضلة القلب، ويؤثر بشكل مباشر على تحسن الحالة. من النصائح الضرورية:

  • تقليل تناول الملح في الطعام لتجنب احتباس السوائل.

  • الالتزام بنظام غذائي صحي غني بالخضار والفواكه والحبوب الكاملة.

  • تجنب الأطعمة الدهنية والمقلية والمعلبة.

  • الإقلاع التام عن التدخين والكحول.

  • ممارسة نشاط بدني معتدل بعد استشارة الطبيب مثل المشي أو التمارين الخفيفة.

  • الحفاظ على وزن صحي ومتابعة ضغط الدم والسكري بانتظام.

  • النوم الكافي وتجنب التوتر والضغط النفسي.

ثالثًا: الإجراءات الطبية المتقدمة

عند الحالات المتقدمة التي لا تستجيب للأدوية، قد يلجأ الطبيب إلى خيارات أخرى مثل:

  • زرع منظم لضربات القلب (Pacemaker): لتنظيم إيقاع القلب وتحسين كفاءة الضخ.

  • جهاز دعم البطين الأيسر (LVAD): يُستخدم في الحالات المتقدمة كدعم ميكانيكي لمساعدة القلب على الضخ.

  • القسطرة التداخلية: لعلاج أي انسداد أو تضيق في الشرايين التاجية.

  • زرع القلب: وهو الخيار الأخير للحالات التي لا تستجيب للعلاجات الأخرى نهائيًا.

التغذية المناسبة لمرضى ضعف عضلة القلب

النظام الغذائي يلعب دورًا أساسيًا في تقوية عضلة القلب ومنع تدهور الحالة. ينصح الأطباء بـ:

  • تناول الأسماك الدهنية مرتين أسبوعيًا لاحتوائها على الأوميجا 3.

  • الحد من تناول الكافيين والمشروبات الغازية.

  • الاعتماد على البروتينات الصحية مثل الدجاج المشوي والبقوليات.

  • شرب كميات كافية من الماء دون إفراط.

  • تقليل الأطعمة الغنية بالصوديوم مثل المخللات والجبن القديم.

  • متابعة مستوى البوتاسيوم والمغنيسيوم خاصة عند تناول مدرات البول.

الوقاية من ضعف عضلة القلب

الوقاية دائمًا أفضل من العلاج، ويمكن تقليل احتمالية الإصابة بضعف عضلة القلب من خلال:

  • التحكم الجيد في ضغط الدم والسكر.

  • الكشف الدوري على القلب خاصة لمن لديهم تاريخ عائلي لأمراض القلب.

  • اتباع نمط حياة صحي ومتوازن.

  • تجنب السمنة المفرطة.

  • ممارسة الرياضة بانتظام.

نسبة الشفاء من ضعف عضلة القلب

تختلف نسبة الشفاء حسب سبب الضعف ومدى التزام المريض بالعلاج والتعليمات. في كثير من الحالات، يمكن تحسين كفاءة عضلة القلب بشكل ملحوظ بالأدوية والعلاج المبكر.
الدراسات تشير إلى أن معظم المرضى الذين يتلقون علاجًا منتظمًا تحت إشراف استشاري قلب متخصص يحققون تحسنًا كبيرًا في الأعراض وجودة الحياة، وقد تعود كفاءة العضلة لمعدلات قريبة من الطبيعية.

ملخص المقال

ضعف عضلة القلب من الحالات القابلة للعلاج والسيطرة عليها في حال اكتشافها مبكرًا والالتزام بالعلاج الموصوف.
ويعد دكتور عمرو إمام استشاري القلب والقسطرة من الأطباء البارزين في تشخيص وعلاج ضعف عضلة القلب، من خلال الجمع بين أحدث التقنيات العلاجية والمتابعة الدقيقة لضمان أفضل النتائج.
الحفاظ على أسلوب حياة صحي والمتابعة المنتظمة مع الطبيب هما المفتاح الأساسي للوقاية وتحسين حالة القلب على المدى الطويل.