تفتيت الكالسيوم في الشرايين

تفتيت الكالسيوم في الشرايين

تكلس الشرايين أمر خطير إذا لم يتم اكتشافه باكرًا وإذا لم يتابع المريض مع طبيب قلب متخصص وماهر في علاج تصلب الشرايين القلبية، إذ أن الأمر يتطلب قياس نسبة ترسب الكالسيوم في الشرايين ومعرفة الأعراض التي يعاني منها المريض والتوصل إلى أسباب التكلس، ومن ثم وصف العلاج الأنسب وفق للحالة المرضية تجنبًا للمضاعفات التي قد تحدث نتيجة زيادة معدل التكلس في الدم.

أسباب ترسب الكالسيوم في الشرايين

إن ترسب الكالسيوم في الشرايين ما هو إلا اضطراب قد يكون خطير وفق نسبة حدوثه، يصيب هذا الترسب شرايين الجسم لعدة أسباب نذكر منها:

  • إصابة الجسم وشرايينه بعدوى ما.
  • حدوث خلل في الأيض مما يتسبب في زيادة الكالسيوم وترسب المتبقي منه في أماكن مثل الشرايين والأوردة.
  • حدوث التهابات متكررة ومزمنة.
  • وجود اضطراب في جينات الجسم وهو أمر وراثي.
  • حدوث خلل مناعي مجهول السبب.
  • الخمول الدائم وعدم الحركة المبالغ فيه يتسبب أحيانًا في زيادة الكالسيوم في الدم وترسبه داخل الشرايين والأوردة.

أسباب كثيرة كما يتضح تتسبب في تكلس الشرايين ولكنها لا تضم بينها تناول الإنسان أطعمة مليئة بالكالسيوم إذ أن هذا الأمر لا علاقة له إطلاقًا بمرض التكلس.

اعراض تكلس شرايين القلب

ليس بالضرورة أن يظهر على المريض أعراض جلية وواضحة أثناء تكلس الشرايين وإنما الأمر يتضح وتظهر الأعراض في الغالب عند حدوث نوبة قلبية واكتشاف وجود مشكلة تصلب الشرايين وفي أحيان أخرى قد يصاب المريض بسكتة دماغية دون سابق إنذار، ومن أشهر الأعراض المصاحبة لتصلب الشرايين أو تكلسها ما يأتي:

  • إصابة القلب بخلل في انتظام ضرباته.
  • الشعور بشيء يضغط على الصدر يرافقه ألم أو بدون ألم.
  • ظهور أعراض الذبحة الصدرية.
  • الإحساس بالخنقة أو الضيق عند أخذ النفس.

طرق علاج ترسب الكالسيوم في الشرايين

إن الاعتماد على طريقة بعينها في علاج ترسب الكالسيوم في الشرايين أمر يتوقف على التشخيص الجيد والدقيق للحالة، وبالتالي وفق نسبة التكلس وشدته التي تم قياسها بأدق الأساليب والفحوصات الطبية يتم وصف العلاج، حيث تتوفر طرق علاج متنوعة من أجل الحد من ترسب الكالسيوم في الشرايين، بعض تلك العلاجات جراحي والبعض الآخر غير جراحي، ومنها ما يأتي:

  • التعديل من أسلوب الحياة اليومي ونمط الأنشطة المتبعة الأمر الذي بدوره يقلل من مخاطر التكلس حيث إتباع روتين رياضي خفيف بشكل يومي، والحفاظ على وزن معقول، والاهتمام بالأطعمة الغنية بالفيتامينات، ومن تلك الأنشطة التي يجب تجنبها تمامًا والابتعاد عنها التدخين والغذاء الغير صحي، وهذه الوصفة العلاجية المتميزة تصلح لهؤلاء الذين يعانون من التكلس البسيط في الشرايين والذي ما زال في مرحلة البداية.
  • العلاج الدوائي والذي على شاكلة الستاتين الذي يصفه الطبيب بغرض ضبط معدل الكوليسترول في الدم، بجانب أدوية الضغط والسكر والسيولة والأدوية المعالجة للالتهاب التي تقي من مخاطرها والتي من ضمنها ازدياد تكلس الكالسيوم في الدم والشرايين.
  • العلاج الجراحي والذي يتم بأساليب متعددة جميعها يهدف إلى منع انسداد الشرايين بفعل التكلس أو التصلب، وتمكن الدم من التدفق بشكل طبيعي من وإلى القلب وباقي أجزاء وأعضاء الجسم، ومن أنواع العلاجات الجراحية المتاحة:
  • تركيب الدعامات الموسعة للشرايين الضيقة أو المنسدة في القلب وتلك الدعامات منها أنواع عديدة يختار الطبيب المناسب للحالة المرضية.
  • إزالة كتل الكالسيوم أو ترسباته من الشرايين عبر الجراحة وهي من العمليات شديدة الدقة والتي تتطلب وجود طبيب ماهر وذو خبرة كبيرة في ذلك.
  • اللجوء إلى القسطرة العلاجية المعتمدة على البالون إذ أنها فعالة في إزالة ترسبات الكالسيوم من الشرايين القلبية عبر إزاحة كتل الكالسيوم وطردها من داخل الشرايين من خلال نفخ البالون عند الوصول إلى الضيق الشرياني.
  • استخدام موجات صادمة من النوع الصوتي شديد الدقة من أجل تفتيت التكلسات من داخل الأوعية والشرايين وعبر التفتيت يمكن إزالتها بسهولة خارج الشرايين مما يعيد للشريان وضعه الطبيعي ويعمل بكامل طاقته في نقل الدماء.

قياس نسبة الكالسيوم في الشرايين.

إن الحاجة ماسة لمعرفة مقدار تكلس الشرايين ونسبة الكالسيوم المتراكم داخلها في قلب المريض، إذ لا يمكن للطبيب وصف العلاج بدقة إلا بعد إكمال كافة الفحوصات والقياسات المطلوبة، والتي من بينها بل وأهمها قياس نسبة الكالسيوم في الشرايين، والتي تتم من خلال:

  • استخدام التصوير المقطعي للشريان التاجي من أجل تحديد نسبة الترسبات وقياس مقدار التكلس الحادث داخل ذلك الشريان موضع الفحص، حيث أن هناك حالات تكون النسب الخاصة بالتكلس فيها طفيفة بينما حالات أخرى التكلس بها شديد وتتطلب تدخل طبي عاجل لإنقاذ المريض قبل فوات الأوان عبر القسطرة العلاجية أو الجراحة.
  • إجراء فحص شامل للدم وقياس نسبة ترسب الكالسيوم فيه، وكذلك قياس نسبة السكر والكوليسترول لدى المريض، والتعرف على نسبة البروتين في الدم للجزم بوجود إلتهاب تاجي من عدمه، إذ أن الالتهاب كما ذكرنا أحد الأسباب المؤدية إلى ترسب الكالسيوم في الشرايين.
  • من الممكن اللجوء إلى الرنين المغناطيسي في حال وجد الطبيب حاجة ماسة لذلك، وهذا من أجل تصوير داخل الشرايين والأوعية بشكل أعمق وأدق وتحديد أماكن تصلب الشرايين الواسعة وانسداد الضيق منها في القلب.

تأثير زيادة الكالسيوم على القلب

ماذا يحدث إذا زادت نسبة الكالسيوم في الدم عن الحد الطبيعي المتعارف عليه، وماذا يجري إذا ترسب هذا العنصر داخل الشرايين والأوردة الواصلة إلى القلب وباقي أجزاء الجسم، إن التعرض إلى فرط شديد في عنصر الكالسيوم داخل الشرايين أمر من شأنه أن يؤدي إلى اضطراب ملحوظ وربما خطير في وظائف القلب بصفة عامة، الأمر الذي بدوره يؤدي إلى ظهور أعراض مثل الإصابة بحالات من الإغماء المفاجئ وشعور المريض بوجود خفقان في القلب غير طبيعي، هذا بالإضافة إلى ما يلحق بنظم ضربات القلب من اضطراب ملحوظ وغير ذلك من المشاكل الصحية التي تصيب القلب مثل انسداد الشرايين والنوبات القلبية وغيرها.

هل يمكن الشفاء من تصلب الشرايين

تصلب الشرايين مرض لا يمكن التخلص منه بشكل تام وإنما يمكن محاربته بطرق عديدة من أجل التمكن من إيقاف تقدمه وتوغله داخل الشريان بالكامل أو تسببه في انسداد الشريان بشكل تام، لذلك فإن أي إجراء علاجي أو جراحي يهدف في العادة إلى منع ظهور الأعراض المصاحبة لتصلب الشرايين وإيقاف حدة التصلب وما قد يصاحبه من مضاعفات ومخاطر قد تؤدي بحياة المريض. 

مضاعفات ترسب الكالسيوم في الشرايين

  • التسبب في حدوث جلطة قلبية أو جلطة في أحد شرايين الجسم قد تظهر هذه الجلطة في الذراع أو الساق أو حتى الدماغ والسبب هو حدوث انفجار مفاجئ للشريان الذي تكلس داخله الكالسيوم واستمر في الضغط حتى الإنفجار.
  • كذلك من مضاعفات ترسب الكالسيوم في الشرايين الإصابة بنوبة قلبية غير متوقعة الحدوث أو ذبحة صدرية متفاوتة الخطورة قد تترك آثارها على المريض.
  • كذلك من أخطر المضاعفات التي من الممكن أن تحدث عندما تنسد الشرايين بفعل كتل الكالسيوم المتراكمة داخلها أن يفقد المريض حياته وذلك في حالة تأخر الحالة وعدم جدوى العلاج معها.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *